السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعد حوالي شهر تتم مناقشة أطروحتي للماجستير في الرياضيات، وأشعر بالقلق بسبب ما أعرفه عن نفسي من ارتباك في الشفاه، وهي المرّة الأولى في حياتي التي سأقف فيها أمام جمع من الناس لأتكلّم لمدّة عشرين دقيقة مسترسلة، حتى في الظروف العادية كثيراً ما أقول كلمة وأنا أقصد أخرى، فكيف في ظروف امتحان وأمام جمهور؟!

أريد نصائحكم وجزاكم الله كلّ خير.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن القلق طاقة مطلوبة من أجل الأداء، وحتى الإنسان في أحلك الظروف إذا لم يكن القلق متوفراً كطاقة نفسية فلن يحمي نفسه، ولن يؤدي أداء جيداً، هذا هو القلق الإيجابي المطلوب.

أتفق معك أنه في بعض الأحيان ولدى بعض الناس ولأسباب ربما تكون غريزية أو مكتسبة يأخذ القلق فيهم منحى أكثر مما هو مطلوب، وقد يؤدي إلى نتائج عكسية.

أخي الكريم: أريدك أن تجلس مع نفسك وتسأل سؤالاً: ما الذي يجعلك تقلق؟ أنت الحمد لله تعالى أنعم الله عليك بأن وصلت لهذه المرحلة العلمية الراقية، وهذا دليل على مقدرتك. واسأل نفسك: حتى الذين سوف يناقشون معك الأطروحة هم أيضاً قد تعرضوا لهذه المواقف من قبل، لا شك أنهم تحصلوا على درجاتهم العلمية من خلال المناقشات والأطروحات أمام الآخرين.

فإذن الأمر يجب أن لا يكون هنالك نوع من التهويل والتضخيم والتجسيد له، وفي نفس الوقت أنا أريد أن تكون لديك درجة معقولة من القلق. أي لا نهون؛ لأن القلق سوف يفيدك.

وأؤكد لك أن القلق دائماً يكون في اللحظات الأولى، بعد ذلك يجد الإنسان نفسه منطلقاً ومستمتعاً بما يُقدمه ولا يشعر بالزمن مطلقاً، فأرجو أن تضع في تفكيرك أن هذه العشرين دقيقة لا تعني شيئاً، بعض الناس تقف تتحدث ثلاث إلى أربع ساعات، فلا تنزعج، ولابد أن يكون هناك نوع من التغيير المعرفي الداخلي، وهذا يتأتى بمناقشة الذات، وأن تخضع الأمور لشيء من المنطق.

ثانياً: سوف أصف لك أدوية بسيطة ومفيدة وفاعلة إن شاء الله، هذه الأدوية تعمل من خلال التغيرات الفسيولوجية التي تحدث للإنسان وتزيد لديه القلق وهي تسارع ضربات القلب، وربما التعرق وشيء من الرعشة قد يحدث أيضاً.

من الأدوية الجيدة دواء يعرف تجارياً باسم (إندرال Iinderal)، ويعرف علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol). هذا مشهور ومعروف لدى الكثير من الناس الذين يعانون من قلق الأداء، وهم يتناولونه قبل الانخراط في المهمة الاجتماعية أو ما يودون القيام به من تقديم محاضرة أو خلافه أمام جمع من الناس.

تناول الإندرال يومياً بجرعة عشرين مليجراماً ثلاث أيام قبل المناقشة، وفي اليوم الامتحان تناول نفس الجرعة (عشرين مليجراماً) ساعتين قبل الذهاب إلى إلقاء هذه الأطروحة.

وهناك دواء آخر يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol)، ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، دواء طيب وغير إدماني وغير تعودي، أريدك أن تبدأ في تناوله من الآن.

ابدأ في تناوله من الآن بجرعة نصف مليجرام (حبة واحدة) في الصباح، وبعد أسبوع ارفع الجرعة إلى حبة صباحاً وحبة مساءً، ثم بعد أسبوعين خفض الجرعة إلى حبة واحدة في الصباح وتناوله لمدة أسبوعين، وتناوله أيضاً لمدة أسبوعين بعد أن تنتهي من أمر مناقشة الأطروحة؛ لأن هذا الدواء يساعد في امتصاص القلق والتوتر بصفة عامة.

أريدك أيضاً أن تقوم بإجراء بعض تمارين التنفس التدريجي، وأنت جالس في مكان هادئ تأمل شيء حدث سعيد في حياتك، أغمض عينيك، خذ نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، املأ صدرك بالهواء، وبعد ذلك أخرج الهواء عن طريق الفم أيضاً بكل قوة. كرر هذا التمرين ثلاث إلى أربع مرات متتالية، وهو تمرين مفيد جدّاً، وحتى في بدايات المناقشة يمكنك أيضاً أن تقوم بهذا التمرين، وهو تمرين استرخائي بسيط ومعروف جدّاً.

أخي الكريم: أنصحك – وهذه مجربة تماماً – أن تقرأ سورة الفاتحة وأنت مُقدم على هذا العمل، وأن تقرأ آية الكرسي، وأن تدعو بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الحَزْن إذا شئت سهلاً)، وكذلك قراءة سورة الإخلاص، وكذلك المعوذتين.

عموماً أنا مطمئن أنك سوف تؤدي أداءً ممتازاً، وأرجو أن تتواصل معي بعد أن تنتهي من الأطروحة لتعطيني الأخبار الجميلة عن أداءك الذي أنا أثق أنك بإذن الله سوف تؤدي أداءً متميزاً، وختاماً نشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.