الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد إصابتي بألام في حلقي أصبحت أخاف من الموت.

السؤال

نشكركم على هذا الجهد الجبار المبذول منكم، أنا شاب عمري 20 سنة، أصبت بقلق شديد، قبل ما يقارب سنة و 3 أشهر، أصبت بآلام غريبة في الحلق، أتتني مخاوف أنني سأموت، رغم أن الموت حق علينا كلنا، لكن الشيطان يريد أن يسيطر عليّ، كنت شديد الخوف، وكلما أتعب أقلق كثيرا، وأتوهم المرض، أتتني آلام خلف الرأس، قلت قد يكون هذا نزيفا، وبدأت أقلق من هذا الشيء ولا أرتاح أبداً، ولا أنام أبداً، فما الحل يا دكتور فقد تعبت نفسيا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نايف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه حالة بسيطة، وهي إحدى حالات القلق الشائعة جدًّا، والتي نسميها بالمخاوف المرضية، والخوف المرضي كثيرًا ما تكون له بدايات حقيقية، مثلاً إذا أصيب الإنسان بنزلة برد أو بصداع أو بنوع من الآلام في المعدة أو خلافه، فتجده يجسم ويضخم هذه الأعراض، ومن ثم تبدأ لديه بعض التوجسات الوسواسية حول الأمراض، وبما أننا في عالم كثرت فيه الأسقام، وقلت فيه طمأنينة الناس والمساحة الإعلامية الضخمة جدًّا التي تثار حولها الكثير عن الأعراض المرضية، هذا جعل الناس حقيقة تُصاب بكثير من المشاغل حول صحتهم.

أنا أطمئنك أنك -الحمد لله تعالى- بخير، وسوف تظل على خير، واصرف انتباهك تمامًا عن هذه الأعراض المرضية، أشغل نفسك بإدارة وقتك بصورة جيدة، مارس الرياضة بانتظام ففيها خير كثير جدًّا، ساهم في أنشطة اجتماعية وخيرية، كن بارًا بوالديك؛ فبر الوالدين له انعكاسات إيجابية جدًّا على الإنسان في الدنيا والآخرة، وفي ذات الوقت أريدك أن تتواصل مع أحد الأطباء، مرة كل ستة أشهر مثلاً، للقيام بإجراء فحوصات عامة.

هذا هو المبدأ العلاجي الرئيسي لحالتك، أضف إلى ذلك أنه لا مانع أبدًا من أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق والمخاوف، منها عقار ممتاز جدًّا يعرف تجاريًا باسم (زولفت) أو (لسترال) ويعرف علميًا باسم (سيرترالين)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة، واستمر عليها لمدة عشرة أيام، تناول هذه الجرعة بعد الأكل، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، هو دواء بسيط، دواء فاعل، والجرعة التي وصفناها لك هي جرعة صغيرة جدًّا.

أيها -الفاضل الكريم-: يجب أن تضع أهدافًا حياتية سامية، أهدافا توصلك إلى مبتغاك -إن شاء الله تعالى-، والإنسان إذا وضع هدفًا يستطيع أن يدير حياته بصورة صحيحة، وهذا الهدف يجب أن يكون بأن يصل الإنسان في نهاية الأمر إلى أن يكون نافعًا لنفسه ولغيره، وأعتقد أن خير ما يزود به الإنسان نفسه في هذه الدنيا هو الدين والعلم، فكن حريصًا على ذلك.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً