السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأختصر الكثير من التفاصيل والمساوئ العظيمة، -والحمد لله على كل حال-.
هل يجوز للزوج الذي يمتلك بيتًا، ووظيفة مرموقة، وراتبًا ممتازًا، ولا توجد عليه ديون، أن يهمل بيته وأطفاله وزوجته بحجة التجارة، لسنوات طويلة، ويكون غيابه المستمر سببًا في نفور أطفاله منه، بسبب كثرة سفره، وتقصيره المادي والمعنوي؟
إنه يُلقي كامل المسؤولية عليَّ في غيابه، أو حتى في وجوده، وبعد أن كوَّن نفسه، قام وقدم على مؤسسة باسمي دون إذني، ويُعيِّن عمالًا ليتولوا العمل بالكامل، ثم يتفرغ للزواج الثاني!
إنه كان مقصرًا جدًا، ولا يقوم بواجباته بحجة تجارته وغيابه الطويل، وحاليًا: لا يزال مقصرًا، لكن بحجة أنه مشغول ببيته الثاني، وأصبح دخوله للبيت نادِرًا جدًا، وبعض الأيام يدخل آخر الليل ويغادر للعمل، ولا يعود بحجة أن اليوم انتهى، وأحيانًا يدخل ساعة أو نصف ساعة فقط، وبتوقيت متفرق.
رغم كل هذا الإهمال والتقصير المادي والمعنوي، يجبرني على الحمل المستمر، فعدد أطفالنا الآن سبعة، علمًا أنني تزوجته وأنا بعمر 20 عامًا، وزواجنا مستمر منذ 13 سنة.
لدينا منزل من دورين، لكنه قام بتأجير الدورين العلويين، ويرفض إخراج المستأجرين لتوسيع البيت لأطفالنا، بحجة حاجته للمال، ووعدني ووعد أهلي بترميم غرفة الأطفال وتوسيعها، لكنه تراجع عن وعوده بعد أن عقد على الزوجة الثالثة!
زوجي صاحب دين، وخلق، وطيب، لكنه أصبح أنانيًا، والناس تلعب بعقله، وتغير بسببهم تمامًا بعد التعدد، والتعدد في نظره ليس لحاجة أو اتباعًا للسنة، بل هو للتفاخر والمظاهر، حيث يُرسل النكات حول التعدد، ويستنقص ممن يكتفي بزوجة واحدة!
عمر زواجه الثاني ثلاث سنوات ونصف، لكنه لا يزال يُحدث آثارًا سلبية عظيمة عليَّ وعلى أطفالي، والآن عقد على الثالثة.
طلبت الطلاق عدة مرات، لكنه يرفض بحجة العِشرة، والحب، والأطفال، وحياتي الجسدية والنفسية في أسوأ حالاتها، ولم أعد أتحمل هذه الضغوطات، ولم أعد أتحمل هذا التقصير والإجحاف، وحبه لنفسه، لم أعد أتحمل هذه الحياة القاسية، فزوجي يسير عكس القاعدة الفقهية: درء المفاسد مُقدَّم على جلب المصالح، فما هو الحكم الشرعي في تصرفاته؟ وهل من حقه كل هذا؟ وماذا أفعل؟