استمرار الاكتئاب رغم تناول العديد من الأدوية.. ما السبب؟
2025-05-22 01:13:06 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من الاكتئاب منذ مدة طويلة، وقد استعملت كثيرًا من الأدوية، ورجعت إلى الدكتور، ووصف لي بروزاك (حبتين) صباحًا، ولم أتحسن، فوصف لي معه حبتين فافرين صباحًا ومساءً 50 مل، مع دجماتيل نصف حبة صباحًا ومساءً 200 مل.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هناك عدة وسائل لعلاج الاكتئاب، وأول وسيلة هي أن نفهم أن الاكتئاب مرض يمكن علاجه، والأمر الآخر هو أن الاكتئاب يسبب الكثير من الأفكار السلبية للإنسان، ويجعله يكوّن صورةً غير طيبة عن نفسه، وعن واقعه، وعن ماضيه، وحاضره، ومستقبله، والعالم من حوله، فلا بد من أن تقلص من هذه الصورة المشوهة؛ فالماضي -إن شاء الله- هو عبرة، والحاضر -إن شاء الله- ستعيشه بقوة، والمستقبل ستعيشه بأمل ورجاء، وحين تبحث في حياتك فسوف تجد أن لديك الكثير من الأشياء الطيبة، والجميلة، والإيجابية فيها، وهذه خطوة مهمة وضرورية في بداية علاج الاكتئاب.
والخطوة الثانية هي: أن توزع وقتك بصورة صحيحة؛ لأن الاكتئاب مرض انتهازي جدًا، حيث يُفقد الإنسان الرؤية الصحيحة حول إدارة وقته، وحين يدار الوقت بصورة صحيحة فإنه سيهزم الاكتئاب.
فاجعل لنفسك نشاطات مختلفة، كالزيارات، وحضور حلقات التلاوة، وممارسة رياضة كالمشي مثلاً، وزيارة الأرحام، والقيام بالواجبات المنزلية، والتركيز على العمل، والمحافظة على الصلوات في المسجد، وهكذا، مما يحسن من دافعية الإنسان، ويقلل من فرص سيطرة الاكتئاب على نفسك.
بالنسبة للعلاج الدوائي: فهناك أدوية كثيرة، والأدوية تعمل من خلال البناء الجيني للإنسان؛ فالدواء قد يناسب شخصًا بينما لا يناسب آخر، وهذا نشاهده كثيرًا، ومن الضروري والمهم هو تناول الدواء بجرعة صحيحة، ولمدة صحيحة، وهذه تعتبر شروطًا مهمةً في نجاح العلاج الدوائي.
الأدوية التي تتناولها وهي: البروزاك، والفافرين هي أدوية جيدة، وفعالة، والدوجماتيل لا شك أنه نوع من الإضافة، والتي يعتقد البعض أنها تحسن من مستوى أداء البروزاك والفافرين.
أنا أقول لك: استمر على هذه الأدوية، وأعطها الفرصة الكاملة، وأعني بذلك أن لا تقل تجربة هذه الأدوية عن شهرين أو ثلاثة على الأقل، بعد ذلك إذا لم تلحظ أي تحسن منها، فيجب أن يتم التوقف عنها بالتدريج، وتبدأ في تناول مجموعة أدوية أخرى، والدواء الذي نشرحه -كأدوية من أدوية الخط الثاني- هو عقار يعرف تجاريًا باسم: (إفكسر Efexor)، ويعرف علميًا باسم: (فنلافاكسين Venlafaxine)، هو دواء جيد، ودواء فعال، وتبدأ جرعته بخمسة وسبعين مليجرامًا، ويمكن أن ترفعه حتى مائةً وخمسةً وعشرين مليجرامًا.
وبالنسبة للأشخاص الذين وزنهم أكثر من ثمانين كلغ يمكن أن تصل الجرعة إلى ثلاثمائة مليجرام في اليوم.
إذًا الحلول موجودة، والإفكسر هو أحد هذه الحلول، وتوجد أدوية أخرى مثل: دواء يعرف باسم: (سيمبالتا Cymbalta)، أو يعرف علميًا باسم: (دولكستين Dyloxetine)، أيضًا من الأدوية الجيدة، وبعض الناس يستفيد من مجموعات الأدوية القديمة، مثل: عقار الـ(تفرانيل Tofranil)، ويعرف علميًا باسم: (امبرمين Imipramine)، ومثل الـ(أنفرانيل Anafranil)، ويسمى علميًا باسم (كلومبرامين Clomipramine).
إذًا الخيارات الدوائية كثيرة، والذي أنصحك به هو أن تتبع منهج الصبر على الأدوية التي تتناولها الآن، وإذا فشلت تبدأ في تناول الإفكسر، ويجب أن لا تهمل أبدًا الآليات العلاجية الأخرى التي ذكرناها لك.
نسأل الله لك العافية والشفاء، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وبالله التوفيق.