أشعر بأن كل من حولي معجب بي، فكيف أتجاوز ذلك؟
2025-04-23 00:16:49 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ بلوغي سن المراهقة، وأنا أتوهم إعجاب الرجال بي، وبعد فترة وجيزة أعجب بهم في الوقت نفسه، ودائمًا أفسر تحركاتهم وكلامهم على أنه اعتراف خفي، ثم أشعر بأن إعجابهم موجه إلى صديقتي.
ملاحظة: دائمًا ما أراهم يتمتعون بجمال وشخصية تجذب الجميع.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كنزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على طرحك لهذا الموضوع، ونتفهم جيدًا ما تمرين به.
ما وصفته من مشاعر وأفكار قد يكون ناتجًا عن بعض الأنماط النفسية التي قد تحدث في سن المراهقة؛ حيث تتداخل المشاعر بشكل كبير، فتؤثر العلاقات الاجتماعية وتقدير الذات على طريقة التفكير والتفاعل مع الآخرين، هذه الحالة تشير إلى التفكير الوهمي أو توهم الإعجاب، وهو نوع من التفكير الذي يجعل الشخص يعتقد أن الآخرين معجبون به، أو يرسلون إشارات غير مباشرة تدل على إعجابهم، رغم أن الواقع قد لا يكون كذلك.
في بعض الأحيان، مثل هذه الأفكار ترتبط بتحديات في الصورة الذاتية؛ حيث يبحث الشخص عن تأكيد لجاذبيته، أو قيمته من خلال قراءة سلوكيات الآخرين بشكل غير دقيق.
هنالك بعض النقاط التي قد تساعد في فهم ما تمرين به:
1- قد تكونين تبحثين عن تأكيد لذاتك وجاذبيتك؛ من خلال تفسيرات مواقف الآخرين على أنها اعترافات وإعجاب.
2- عندما يكون الشخص لديه بعض التحديات في تقدير الذات، قد يصبح أكثر حساسية لتصرفات الآخرين، ويحاول قراءتها على أنها تعني أكثر مما يبدو.
3- قد يكون هناك ميل للمقارنة بينك وبين صديقتك، ما قد يجعلك تشعرين بأن الآخرين قد يكونون أكثر انجذابًا إليك.
ماذا يمكن أن تفعلي؟
1- حاولي أن تكوني أكثر موضوعية في تفسير تصرفات الآخرين، فليست كل نظرة أو تصرف تعني الإعجاب، وقد تكون هناك تفسيرات أخرى.
2- حاولي التركيز على بناء ثقتك بنفسك بعيدًا عن مقارنة نفسك بالآخرين، تذكري أن جمال الشخصية هو الأهم، وابتعدي عن التفكير في الشكل الخارجي كمعيار أساسي للجاذبية.
3- اللجوء إلى الله وكتابه الكريم؛ حيث نجد توجيهات عن أهمية الاتزان في التفكير والتعامل مع الآخرين، قال الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36]، هذا يعني أن علينا ألا نحكم على المواقف بدون دليل أو وضوح.
4- إذا كنت تشعرين أن هذه الأفكار تؤثر على حياتك بشكل كبير، قد يكون من المفيد التحدث مع الأخصائية في المدرسة لمساعدتك على فهم مشاعرك بشكل أعمق، والعمل على تحسين التفكير الذاتي.
5- تذكري أننا محاسبون على ما نقول ونسمع، وأن العلاقات يجب أن تكون منضبطة بضوابط شرعية، فلا يجوز التواصل مع الذكور برسائل غرامية ونحوها؛ لأن هذا من مسالك الشيطان، كما ينبغي المحافظة على الحجاب الإسلامي، الذي يحفظ عفة الفتاة، ويجنبها مطامع الذئاب البشرية.
حفظك الله -يا بنيتي-، نرجو أن تشغلي وقتك بما يفيدك وبما ينفعك، فأنت خلال هذه الفترة تحتاجين لتعلم مهارات كثيرة لمجابهة الحياة.
وفقك الله، وسدد خطاك.