الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يعاني ابني من الصرع وتأخر النمو، أرجو إرشادي للعلاج!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أب لطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات، اكتشف الأطباء إصابته بالصرع بعد ستة أشهر من ولادته، ويعاني أيضًا من تأخُّر في النمو الحركي والكلامي، وحتى أنه لا يستطيع تمييز الأصوات، وعلى الرغم من بلوغه الثالثة من العمر، إلَّا أن تطوره العقلي والجسدي يُقارب طفلًا في عمر ستة أشهر.

لقد عرضناه على العديد من الأطباء، ولكن دون تحقيق أي تقدم، ولا يزال الأطباء غير قادرين على تحديد ما إذا كانت حالته ناتجة عن الصرع أو عن تأخر النمو، علمًا بأنه يعاني من أكثر من سبع نوبات صرع يوميًا.

أرجو منكم إرشادي إلى العلاج المناسب لحالة ابني، وجزاكم الله عني خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ موسى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح أن الطفل يعاني من مشكلة في الدماغ، قد تتجلى هذه المشكلة في نوع من التصلُّب في خلايا الدماغ، أقصد بذلك أن الخلايا في بعض مناطق الدماغ ليست في حالتها الحيوية الطبيعية، وقد يكون هناك ضمور في هذه الخلايا، أو ربما حدث نقص في الأكسجين للطفل في مراحل حرجة أثناء الولادة مثلًا، وهذا ما يؤدي إلى هذا التصلُّب والضمور في خلايا المخ.

هذا هو أساس المشكلة، وقد نتج عن ذلك ظهور نوبات صرعية، وفي الوقت نفسه أدى إلى ضعف في النمو وتأخر في القدرات العقلية كالكلام والحركة.

إذًا: العامل الرئيسي هو وجود مشكلة عضوية في خلايا المخ، وقد تفرعت أو نتجت عنها إصابته بنوبات الصرع، وكذلك التأخُّر في النمو وضعف الإمكانات المعرفية والمهارية، ولا شك أن هذا ابتلاء، ونسأل الله تعالى أن يجعلكم من الصابرين عليه.

في مثل هذه الحالات يجب على الإنسان أن يجتهد وأن يأخذ بالأسباب، وفي هذه الحالة يتمثل ذلك في مواصلة الذهاب بالطفل إلى العيادات المتخصصة وإلى الطبيب المختص، وهو طبيب الأطفال المتخصص في أمراض الأعصاب.

يمكن للطبيب أن يُقدِّم مساعدة كبيرة في تحديد الأدوية التي تتحكم في نوبات الصرع، والحمد لله توجد الآن أدوية ممتازة وفعالة جدًّا. في مثل هذه الحالات قد يُجرب الطبيب أكثر من دواء، وقد يعطي دواءين أو ثلاثة أدوية معًا، ولا بد أن تكون الجرعة صحيحة، وأن تُعطى في وقتها، وهذا أمر مهمٌّ جدًّا.

أمَّا الجانب الآخر المتعلق بالطفل، فسوف يحتاج إلى علاج طبيعي وعلاج تأهيلي لتحسين قدراته، وبفضل الله تعالى تتوفر الآن مثل هذه الخدمات في معظم الدول.

هذا ما أود أن أنصح به، وأسأل الله أن يحفظ ابنك وأن يرعاه، وأن يجعلكم من الصابرين على هذا الابتلاء وعلى غيره، والمؤمن يُبتلى على كل حال، إمَّا في صحته، أو في ماله، أو في أحد أقاربه، أو في أبنائه، أو غير ذلك، وقد قال عز وجل: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155]، وقال ﷺ: (مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ ‌إِلَّا ‌كَفَّرَ ‌اللَّهُ بِهَا عَنْهُ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا).

نشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لكم الصحة والعافية، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً