الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أراقب أصدقائي وأشك أنهم يتجاهلونني، فكيف أعالج ذلك؟

السؤال

السلام عليكم.

لدي مشكلة بسببها أشعر بأن حياتي كلها مشاكل.

لدي 5 أصحاب، علاقتنا قوية جدًا، وقريبون من بعضنا البعض، وفي نفس الجامعة، نذهب إليها ونعود سويًا، ونخرج دائمًا مع بعضنا، ونخبر بعضنا بكل شيء، المشكلة أنني أصبحت أشعر بأنهم ينبذونني إلى حد ما، مع أنهم جيدون معي جدًا، عندي شعور بأنهم يتكلمون مع بعضهم دوني، ويخرجون مع بعضهم دون أن يخبرونني. إضافةً إلى أنني أبقى أراقبهم عن طريق الواتس والماسنجر، وهل هم متصلون أم لا طوال الوقت.

لقد كرهت طريقة تفكيري، وأريد أن أتوقف عن ذلك، ولكن لا أستطيع!

أرجو الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أخي الكريم- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

تعتمد طريقتك في التفكير على الشك، والاسترسال في الأحاسيس بناءً على الظن، وهذه الطريقة في التفكير يمكن أن تسبب اضطرابات في الشخصية: كاضطراب الشخصية الشكاكة، أو اضطراب الشخصية المرتابة.

وحتى تقطع هذه الشكوك؛ تحتاج لجهود منك، ومن العائلة، ومن أصدقائك الذين يحيطون بك، ويبدأ العلاج لهذه الشكوك ببعض الأمور المهمة:

أولاً: ما دام أنها تحت دائرة الشك، ولا يوجد يقين بذلك، فأقنع نفسك أنها مجرد شك، وأنه لا يوجد شيء في الواقع مما تتخيله، وهذا يساعدك على تعزيز قطع الشك، ومع الوقت ينتهي.

ثانيًا: اقطع تفكيرك عن الاسترسال في الشك؛ فبمجرد محاولة العقل تأويل الأفعال، أو السلوكيات غير الواضحة فإنك تقترب من الشك، أو الظن السيء، بادر إلى الانشغال بأي شيء يوقف هذا التفكير: كممارسة الرياضة، أو الدخول في حوار آخر ونحوه.

ثالثًا: درب نفسك على الوضوح في التعبير عن أفكارك وأفعالك مع الآخرين، ومتى ما شعرت أن هناك شيء غير واضح، اطلب من الآخرين إخبارك بذلك؛ حتى لا يؤدي الغموض أو عدم الوضوح إلى تعزيز الظن السيء، والاسترسال في الشك لديك.

رابعًا: مارس الرياضة، والنشاط البدني، والأعمال التطوعية، ولا تستسلم للأفكار السلبية التي تعزز تفكير الظن والشك.

خامسًا: التمس الأعذار للآخرين؛ وذلك بتدريب نفسك على أن تحمل المواقف على أحسن المحامل، كأن تقول لعل لهم أمرًا يخصهم، أو لعل الأمر لا يعنيني، ولعل، ولعل...إلخ.

سادسًا: توقف عن مراقبة الآخرين، فهذا لن يفيدك، بل سيجعلك تائهًا تبحث عن فضول لا فائدة منه، اسأل نفسك: ماذا سأستفيد لو راقبتهم؟ هم لا يراقبونك، ولا يفعلون هذه الأشياء، فكن مرتاح البال، وأشغل نفسك بما يفيدك.

أما من جهة العائلة أو الأصدقاء: فدورهم مهم جدًا في مساعدتك على التعافي من الوقوع في مقدمات الشخصية الشكاكة، وذلك من خلال: عدم اضطرارك للوقوع في تأويل المواقف والتصرفات بشكل يثير الشك، وذلك من خلال الوضوح معك، ومصارحتك في أغلب المواقف التي تحتاج لذلك، وإحاطتك بالاحترام، والتقدير، والاحتواء، حتى تتجاوز هذه المرحلة.

أخي الكريم: إذا وجدت أن حالتك تزداد سوءًا وتتفاقم، فلا تتردد في الذهاب لطبيب نفسي في وقت مبكر؛ لأن هذا يساعدك في التعافي -بإذن الله- بشكل أسرع.

أخيرًا أخي الكريم: عزز ثقتك بالله تعالى، بالانشغال بالأعمال الصالحة، كقراءة القرآن، والحفاظ على الصلاة، والإكثار من الذكر، فكل هذا يقوي ثقتك بالله، ثم يعزز ثقتك بنفسك.

أسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً